أصبح التعلم الذاتي جزءًا لا يتجزأ من طرق التعلّم الحديثة، حتى أطلق عليه البعض أهم مهارة في القرن الواحد والعشرين، فما هو التعلّم الذاتي وما علاقته بالعمل الحر، وما هي أهميته للمستقل في تطوير مهاراته، والتعامل مع التحديات، ورسم مساره نحو النجاح في العمل الحر، هذا ما سنتعرف عليه سويًا في Syrian Geeks في هذا المقال.
من هو المستقل؟
المستقل أو العامل الحر (Freelancer) هو الفرد الذي يعمل لحسابه الخاص، ويجني المال من تأدية أعمال أو خدماتٍ معينة، فهو ليس موظّفًا في شركة، وبالتالي فهو يملك حريةً أكبر تمكّنه من تقديم خدماتٍ مختلفةٍ للعديد من الأفراد والشركات في آنٍ واحد.
يستخدم المستقل طرقًا عديدةً من أجل الترويج لخدماته، فإمّا من خلال التواصل مع الأفراد والشركات، أو عن طريق صناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ولكن في الغالب يستخدم المستقل منصات العمل الحر، والتي تعمل على الربط بين المستقلين وأصحاب العمل، ومن أشهر منصات العمل الحر العربية موقع مستقل.
ما هو التعلم الذاتي:
يُعرَّف التعلّم الذاتي بأنه العملية التي يقوم فيها الشخص بتعليم نفسه، حيث يقوم الشخص بتحديد ما يرغب بتعلّمه أولًا، والهدف من التعلّم، ومن ثم العثور على مصادر التعلّم اللازمة، وتقييم معرفته بنفسه.
على عكس الأساليب التقليدية للتعلم، لا يتم قياس نتائج التعلّم الذاتي من خلال نتائج الاختبارات، بل بمدى مساهمته في تحسين مهاراتك أو معرفتك في مجال معين، وتطبيقها عمليًا لحلّ المشكلات وأداء المهام.
مزايا التعلم الذاتي:
يتمتع التعلّم الذاتي بالعديد من المزايا التي تجعله يتفوق على التعلم التقليدي، ومن أبرز هذه المزايا ما يلي:
تطوير مهارات حل المشكلات:
يمنحك التعلّم الذاتي القدرة على تحديد المشكلات والمبادرة في البحث بسرعةٍ عن حلٍّ مناسبٍ لها بمفردك، فقد يكون ذلك من خلال سؤال الآخرين أو بالبحث عبر الإنترنت، أو عبر طريقةٍ تجدها بنفسك.
التعلم دون ضغط وتوتر:
يركّز التعلّم الذاتي بشكلٍ كبيرٍ على عملية التعلّم نفسها، حيث أنّ التعلّم الذاتي لا يخلق أي ضغطٍ أو توترٍ لإتمامه في فترةٍ زمنيةٍ محددة، بل يكون التركيز على تحقيق الهدف من التعلّم بغض النظر عن الفترة الزمنية.
اكتساب مهارات أخرى أثناء التعلم:
يساهم التعلّم الذاتي في اكتساب مهاراتٍ قيّمةٍ مهمةٍ، مثل إدارة الوقت والتقييم الذاتي ووضع الأهداف، وهي مهاراتٌ مهمةٌ يمكنك الاستفادة منها في العديد من المجالات، وذلك بعكس التعليم التقليدي الذي قد لا يكسبك مثل هذه المهارات.
حرية اختيار طريقة التعلّم المناسبة:
يمنحك التعلّم الذاتي حرية اختيار طريقة التعلّم التي تناسبك، سواءً رغبت بالتعلّم من خلال الكتب أو من دورات عبر الإنترنت أو حتى دروس مسجلة على يوتيوب، فكلّ ذلك متاحٌ لك، إذ يمكنك اختيار طريقة التعلّم التي تناسبك بشكل أفضل، كما تستطيع الجمع بين أكثر من طريقة.
مصادر التعلّم الذاتي:
كثيرةٌ هي المنصات والمواقع التي تساعد على التعلّم الذاتي، لتطوير معرفتك في مجالٍ معينٍ واكتساب مهاراتٍ جديدة، وفيما يلي أهم المنصات التي تتيح التعلم الذاتي:
منصة Coursera:
تعتبر Coursera واحدةً من أبرز المنصات التعليمية عبر الإنترنت، حيث توفّر مجموعةً واسعةً من الدورات التعليمية المقدمة من جامعاتٍ ومؤسساتٍ عالمية، وتمتاز بتنوع مواضيعها وجودة المحتوى المقدم فيها.
منصة Udemy:
توفّر Udemy بيئةً تعليميةً للأفراد الراغبين بالتعلّم واكتساب مهاراتٍ جديدة، إذ تحتوي المنصة على مجموعةٍ واسعةٍ من الدورات بلغاتٍ مختلفةٍ في العديد من المواضيع والمهارات، بما في ذلك البرمجة، والتسويق، وريادة الأعمال وغيرها الكثير.
موقع Khan Academy
يقدّم Khan Academy محتوى تعليمي مجاني في مجموعةٍ متنوعةٍ من المواضيع، خاصةً في المواد الأكاديمية، ويتميز بأسلوب شرحٍ بسيطٍ ورسومٍ توضيحيةٍ تساعد على استيعاب المفاهيم.
موقع إدراك:
إدراك هو موقعٌ عربيٌ يقدّم دوراتٍ تعليميةٍ في مختلف المجالات، ويعتبر من أشهر مصادر التعلّم الذاتي للمتحدثين باللغة العربية.
أكاديمية حاسوب:
تركز أكاديمية حاسوب على تقديم دوراتٍ متخصصةٍ باللغة العربية في مجالات البرمجة وتطوير البرمجيات، وهي من أفضل مصادر التعلّم الذاتي للراغبين بتعلّم البرمجة.
كما يمكنك الاستفادة من منصتنا Syrian Geeks إذ نقدم بعض الدورات المهمة.
العلاقة بين التعلّم الذاتي والعمل الحر
التعلّم الذاتي والعمل الحر مرتبطان بشكلٍ وثيقٍ، حيث يعزّز التعلّم الذاتي قدرة المستقل على تطوير مهاراته وتوسيع مجال خبرته، إذ يساهم اكتساب المعرفة والمهارات من خلال التعلّم الذاتي في تعزيز القدرة على التنافس، والتكيف مع التغييرات، وتحقيق نجاحٍ أكبر في سوق العمل المتجدد باستمرار.
أهمية التعلّم الذاتي في العمل الحر:
يحمل التعلّم الذاتي أهميةً كبيرةً لدى المستقل خصوصًا مع التطور المستمر والتغيرات السريعة التي تطرأ على سوق العمل، وتبرز أهمية التعلّم الذاتي عند المستقل فيما يلي:
تطوير المهارات واكتساب المعرفة:
التعلّم الذاتي يمكّن المستقل من اكتساب مهاراتٍ جديدةٍ وزيادة معرفته في مجال عمله. ويكون ذلك من خلال مصادر مختلفة مثل الكتب، والدورات عبر الإنترنت، والفيديوهات التعليمية، وبالتالي يمكن للمستقل توسيع مجال خبرته وتطوير مهاراته بما يتناسب مع أهدافه واحتياجات سوق العمل.
زيادة التنافسية:
سوق العمل متقلبٌ وسريع التغير، ولهذا فهو يتطلب التعلّم بشكل مستمر، فيلعب التعلّم الذاتي دورًا كبيرًا في زيادة قدرة المستقل على المنافسة، حيث يمكن للمستقل من خلال اكتساب مهاراتٍ جديدةٍ ومعرفةٍ أعمق تقديم خدماتٍ أفضل وأكثر ابتكارًا، مما يجعله أكثر جاذبية للعملاء.
التكيف مع التغييرات:
من خلال التعلّم الذاتي، يصبح المستقل أكثر قدرةً على التكيف مع التغييرات السريعة التي تحدث في سوق العمل، إذ يساهم التعلّم الذاتي في التعرف على أحدث التقنيات الجديدة وتطبيقها بسرعة، مما يزيد من قدرة المستقل على المنافسة في سوق العمل.
التحفيز والنمو المهني:
التعلّم الذاتي يمنح المستقل شعورًا بالتحفيز والنمو المستمر، فعندما يستثمر المستقل وقته في تطوير نفسه واكتساب مهاراتٍ جديدة، يشعر برضىً داخلي وثقةٍ أكبر في قدراته، مما ينعكس إيجابيًا على جودة عمله ونجاحه المهني.
ختاما:
يعدّ التعلم الذاتي في العمل الحر أداةً قويةً للمستقل تمكّنه من التطور والنمو المستمر، وزيادة فرصه في سوق العمل المتغير باستمرار، وتستطيع التعرّف أكثر على العمل الحر وتفاصيل أخرى تهمك من خلال موقعنا Syrian Geeks.