مستقبل العمل الحر في سوريا: من القيود إلى الانفتاح
06 أبريل 2025
هل سمعت قبل عن التفكير التصميمي؟ ذلك النهج المبتكر لحل المشكلات والفهم العميق لاحتياجات الناس وإيجاد حلول إبداعية تلبي هذه الاحتياجات. ذلك النهج الذي يحول الأفكار البسيطة إلى ابتكارات مذهلة. ألم تسمعهم يقولون "التفكير خارج الصندوق" "حل المشكلات بطرق مبتكرة وفعالة" "الابتكار والإبداع سر النجاح" وغيرها من الجمل التي تقودنا لنتيجة واحدة وهي أن العقل البشري يمتلك قدرات لا حدود لها.
ألم تشعر يومًا بأنك تريد التميز وأن تستخدم عقلك بما يحقق لك النجاح؟ حقق ذلك من خلال التعرف أكثر عن مهارة التفكير التصميمي وما هي مراحله وكيف يمكن تطوير مهارات التفكير التصميمي لديك للاستفادة منه في مختلف المجالات؟
ضمن هذا المقال المقدم من مجتمع Syrian Geeks شريكك الفعلي في رحلتك نحو النجاح والإبداع والابتكار ستجد كل ما يقدم لك الفائدة والمعلومات التي تحتاجها.
Design Thinking هو منهجية مبتكرة لحل المشكلات وتطوير الأفكار تركز بشكل أساسي على دراسة سلوك المستخدمين والعملاء وتحليل احتياجاتهم وفهمها ووضعهم في مركز القرار.
الجدير بالذكر أن هذه المنهجية تدّرس بأشهر مدارس التصميم والأعمال حول العالم وطبعًا وجود كلمة تصميم لا يجعلها حكرًا على المصممين فقط بل هي عقلية يمكن لأي شخص أن يتبناها ويمكن تطبيقها حتى في الحياة اليومية.
تكمن أهمية التفكير التصميمي باعتباره أداة قوية للابتكار والإبداع لأن الابتكار ليس مجرد إيجاد أفكار جديدة بل يتطلب تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس يلبي الاحتياجات، كما يعتبر أداة فعالة في جميع مجالات الحياة كالتصميم والتعليم والتكنولوجيا وغيرها الكثير يعمل على تعزيز التحسين المستمر، أيضًا يساعد في تحسين تجربة المستخدم وزيادة رضا العملاء لأن التركيز الأساسي للتفكير التصميمي يكون على المستخدم وبالتالي تقديم حلول تلبي الاحتياجات والتوقعات.
تتبنى هذه العملية 5 مراحل أساسية لتتمكن من الوصول لأفكار ذات معنى لحل مشاكل العملاء تتمثل هذه المراحل بما يلي:
يمكن تسميتها بمرحلة فهم الفرضيات وتعد هذه المرحلة جوهر عملية التفكير التصميمي التي تركز على الفهم العميق للعملاء ومعرفة احتياجاتهم وتحدياتهم. بإمكانك القيام بذلك من خلال جمع البيانات وإجراء الاستبيانات والمقابلات والحوارات وتدوين الملاحظات.
تحديد المشكلة نصف الحل لذلك هذه المرحلة تتطلب تحليل البيانات التي جمعتها والبحث العميق للوصول لجذر المشكلة أو ما يسمى Problem statement والذي يشير إلى الوصف الواضح والدقيق للمشكلة.
بعد جمع البيانات من المستخدمين وتحديد المشاكل عليك الاستفادة منها واتباع منهجية التفكير خارج الصندوق والبدء بطرح أفكار وحلول مبتكرة للمشكلة. استخدم العصف الذهني والخرائط الذهنية.
من خلال تحويل الأفكار المجردة السابقة إلى نموذج ملموس قابل للتطبيق والتجربة لاختبار فاعلية الحل. لهذه النماذج أنواع متعددة فقد تكون ورقية كالرسومات البسيطة أو الكرتون وقد تكون نماذج رقمية يتم فيها الاعتماد على البرمجيات لإنشاء تصاميم تفاعلية ومنها أيضًا نماذج ثلاثية الأبعاد 3D تستخدم فيها الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنشاء نماذج ملموسة يمكن تجربتها.
في هذه المرحلة الأخيرة يتم اختبار النموذج الأولي للحل مع المستخدمين ومراقبة ردود الأفعال هذا يفيد بتحديد مدى فاعلية الحلول المقترحة وتحسينها بناءً على التجربة العملية.
لتتمكن من تبني نهج التفكير التصميمي أنت بحاجة إلى معرفة المهارات الأساسية لهذا النهج وتنميتها لديك فهو يتطلب مجموعة من القدرات التي تساعدك على حل المشكلات بفعالية ومن أبرز هذه المهارات:
التعاطف مرحلة من مراحل التفكير التصميمي ولكن هو مهارة أيضًا فأن تكون قادرًا على الاستماع والملاحظة والتفاعل وفهم احتياجات الشريحة المستهدفة ومشاكلها فهذه بحد ذاتها مهارة يجب أن تمتلكها. ووفقًا لسيمون سينك Simon Sinek فإن التعاطف هو أهم مهارة يجب أن يتمتع بها قائد التفكير التصميمي.
القدرة على تحليل المعلومات والمشكلات والتفكير للوصول للأسباب الجذرية.
القدرة على توليد الأفكار الإبداعية غير المألوفة واتباع أساليب مبتكرة جديدة.
أن تستطيع العمل الفعال مع باقي الفرق والاستفادة من مختلف الأفكار للوصول لأفضل الحلول.
عليك تبني عقلية مرنة لتتمكن من التكيف مع التغييرات والتعديلات والتحديات المستمرة والخروج عن المألوف.
القدرة على إيصال الأفكار والحلول والتعبير عنها بوضوح للأشخاص الذين تتعامل معهم.
أن تكون فضولي فهذه صفة ومهارة يجب أن تمتلكها فالرغبة المستمرة بالتعلم والاستكشاف والبحث والتجربة أمر ضروري لتتمكن من التفكير بالطريقة الصحيحة.
يمكنك الاطلاع علىس: كيف تغذي عقلك بالأفكار الإبداعية
مجالات تطبيق نظام التفكير التصميمي متعددة ومتنوعة وإليك فيما يلي كيفية اعتماده في كل مجال:
يمكن اعتماد منهجية Design Thinking في تطوير تقنيات التعليم لتحسين تجربة الطلاب وزيادة فعالية تعليمهم وتطوير مهاراتهم وتحفيزهم على التفكير الإبداعي وحل مشكلاتهم بطرق مبتكرة. كما يمكن استخدامه في التعليم عن بعد عن طريق تصميم واجهات مستخدم بسيطة وغير معقدة لمنصات التعليم عن بعد.
يمكن تطبيق التفكير التصميمي في تطوير برامج وتطبيقات تلبي احتياجات المستخدمين، وكذلك تحسين تجربة استخدام الهواتف الذكية وتطوير تصاميم جديدة أكثر فعالية وأكثر تلبية لاحتياجات المستخدمين.
يمكن اعتماده في الخدمات الحكومية مثلًا لتصميم منصات رقمية تسهل وصول المواطنين إلى الخدمات الحكومية، أيضًا يمكن الاستفادة منه في القطاع الصحي والرعاية الصحية عن طريق تحسين تجربة المرضى وتصميم عمليات تسجيل دخول إلكترونية للمشافي وتقديم خدمات صحية مبتكرة.
هو مجموعة أدوات ومنهجيات تستخدم لتطوير وتقييم مهارات الأشخاص والفرق وقدرتهم على تبني مراحل التفكير التصميمي وفهمهم لها واتباعها في حل المشكلات.
يستخدم المقياس عدة أدوات للتقييم كالاستبيانات ومقاييس الأداء وملاحظات المراقبين.
الهدف من مقياس التفكير التصميمي تحسين مهارات الأفراد من خلال تحديد نقاط القوة والضعف عندهم وأيضًا تحديد احتياجاتهم التدريبية وتعزيز مهارة الإبداع والابتكار لديهم.
اعتمدت أكبر الشركات العالمية على منهجية التفكير التصميمي وهذا جعلها تحتل المراتب الأولى في عالم الأعمال من أبرز هذه الشركات:
اعتمدت الشركة على التفكير التصميمي لتحقيق الابتكار وحل مشاكل مستخدميها بطرق إبداعية وبالفعل نجحت في ذلك، مثلًا عملت على تطوير تصميم واجهة المستخدم في محرك البحث ليكون أكثر سهولة وتطوير وكذلك تحسين تصميم تجربة المستخدم بما يتعلق بتجربة البحث لتكون أكثر تفاعلية وشخصية بناءً على تفضيلات المستخدمين الشخصية.
كمثال حي أيضًا نذكر تطويرها منتجات جديدة تلبي احتياجات المستخدمين مثل تطبيق Google Home ليتمكن المستخدمين من التحكم بالأجهزة المنزلية باستخدام التفاعل الصوتي.
تعتبر شركة آبل واحدة من أبرز الشركات التي تعتمد على مبادئ التفكير التصميمي في منتجاتها، فهي ركزت على احتياجات المستخدمين وأولت اهتمامًا كبيرًا للتعاطف وتكوين الأفكار والنماذج الأولية والاختبار وطورت منتجات مبتكرة كالآيفون iPhone والآيباد iPad وغيرها ما جعلها تصل إلى قلوب عملائها.
تراقب نتفلكس باستمرار سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم وتحول تلك البيانات إلى خوارزميات تقترح البرامج التلفزيونية والأفلام لكل مستخدم، فمثلًا في إحدى الفترات الزمنية لاحظت الشركة أن المستخدمين كانوا يقومون بالتقديم السريع للدقائق الأولى من أي مسلسل أو فيلم وهذا السلوك أعطى القائمين على الشركة دليل أن المستخدمين لا يرغبون بمشاهدة شارة البداية واستجابة لهذه البيانات تم إنشاء زر "تخطي المقدمة".
حرصت تلك المنصة الإلكترونية على الاهتمام بالمسافرين وتقديم تجارب فريدة لهم استخدمت التفكير التصميمي لتحسين تجربة المستخدمين وتعزيز الثقة والخصوصية، فمثلًا لاحظت الشركة من مواجهة المسافرين مشاكل في عمليات التسجيل والتحقق من الهوية فعملت على تحسين هذه الخطوة فبدلًا من الاعتماد على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف للتحقق من هوية المستخدم طورت نظام التحقق عن طريق الفيديو وهذا ساهم في زيادة الثقة والأمان لدى المستخدمين.
قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP دليل التفكير التصميمي وهو دليل لنمذجة واختبار حلول أهداف التنمية المستدامة بإمكانك الحصول على الدليل بصيغة ملف PDF بالضغط هنا.
وفي ختام مقالنا نجد أن اتباع منهجية التفكير التصميمي بمراحله الخمسة له دور فعال في إحداث نقلة نوعية إيجابية في حياة الأشخاص ومسيرة الشركات فهو ليس مجرد أداة لحل المشكلات إنما هو مهارة يمكنها تحويل الأفكار البسيطة إلى واقع ملموس يلبي الاحتياجات ويحقق الرضا ويفتح آفاق واسعة من النجاح لذلك عليك بتبني هذا النهج لأنه سيمكنك من تحقيق الإبداع والابتكار في كل خطوة من خطوات حياتك. ولتعرف أكثر عن التفكير التصميمي وتخوض تفاصيله بشكل عملي بإمكانك الانضمام إلى الورشة التدريبية في منصة Syrian Geeks من هنا.
06 أبريل 2025
06 أبريل 2025
06 أبريل 2025