إيجابيات وسلبيات العمل الحر والموازنة بينهما موضوعٌ لا بدّ من طرحه، فمع انتشار الإنترنت في العقد الأخير أصبح العمل الحرّ ظاهرةً لا يمكن الوقوف أمامها، لذلك في هذا المقال سنستعرض معك في Syrian Geeks أبرز الإيجابيات والسلبيات التي ينبغي بك أن تأخذها بعين الاعتبار قبل أخذ الخطوة بدخول سوق العمل الحر.
إيجابيات العمل الحر نصف الحقيقة الأول:
كثيرةٌ هي المزايا والإيجابيات التي يقدمها لك العمل الحرّ وقد حرصنا على جمع أهمّها في هذا المقال وهي كالتالي:
أنت سيد الموقف:
ليس في الدنيا إنسان إلّا وهو راض بعقله، ويرى أنّ اختياره هو الاختيار الأصوب، ويتمنى أن يكون هو صاحب الكلمة المسموعة والقرار الأخير، ويكون بيده حلّ الأمور وعقدها دون رقيبٍ فوقه أو عتيد، وبدخولك عالم العمل المستقل فإنّك صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في عملك واتجاهاته.
لا قيود زمنية أو مكانية:
إذا كنت مستقلًا في عملك فبإمكانك أن تنجز مهمة الصباح لشركةٍ أمريكيةٍ، وتقدّم استشارةً لشخص يقيم في روسيا ظُهرًا، وتنهي يومك بمراجعة مشروع لمصنعٍ بريطاني قبل منتصف الليل، وأنت لم تلزم نفسك بساعاتٍ محددةٍ ولم تغادر قريتك الصغيرة.
الدخل غير المحدود:
على خلاف الوظيفة التي تؤمّن لك راتبًا محدودًا في نهاية الشهر تأخذه من مكانٍ واحدٍ هو الشركة التي تعمل بها، فإنّ العمل الحرّ يتيح لك أن تعمل مع شركاتٍ وأشخاصٍ بلا حدود إلا التي تفرضها عليك قدرتك البشرية ومهاراتك التي اكتسبتها، وكلما بذلت جهدًا أكبر كان دخلك الشهري أعلى.
لا داعي لمصاريف مغادرة المنزل:
في العمل المستقل لا تحتاج في كثيرٍ من الحالات إلى مغادرة منزلك، مما يوفّر عليك الكثير من المصاريف، مثل مصاريف المواصلات واللباس والطعام الجاهز، ومجاملات زملائك في المكتب من كعكة عيد ميلاد الموظف خالد وهدية خطبة السيدة هناء إلى ما لا ينتهي.
دخلك بقيمة مهاراتك:
العمل الحر فرصتك لأخذ ما تستحق وفقًا لعملك وللمهارات التي تكتسبها، فلن تر زميلك الذي لا مهارة له عدا التملق والتزلف لصاحب العمل يأخذ أضواء المجد ودنانير المكافأة الشهرية، وأنت الذي تتفوق عليه في مجال عملكم لا تأخذ إلا اللوم لأدنى تقصير أو سهو يبدو منك يومًا ما، في العمل الحر لا أحد إلا أنت.
أنت من يأخذ الأرباح:
قد يدفع العميل 1000 دولار للشركة مقابل خدمةٍ لن يقدّمها أو يعمل عليها أحد إلا أنت، فتأخذ الشركة حصة الأسد التي قد تتجاوز 90% ولا يبقى لك إلا الفتات، مع أنّك أنت الوحيد الذي بذلت جهدًا لإتمام هذه الصفقة، أمّا إذا كنت تتعامل وحدك مع العميل فإنّ الربح هذا لن يشاركك به أحد.
سلبيات العمل الحر نصف الحقيقة الثاني:
ذكرنا في القسم الأول 6 إيجابيات للعمل الحر من خلال بعض التوصيفات للعمل الحر، والآن سننظر للتوصيفات ذاتها ولكن من منظورٍ آخر قد تجعل الستة سلبيات للعمل الحر، لأنّ كل إنسانٍ قد يرى الصفة بشكل مختلفٍ عندما سينظر إليها من منظوره الشخصي المبني على رؤيته المهنية المستقبلية، وما يحب ويكره من الصفات.
أنت سيد الموقف:
صحيحٌ أنّنا معشر الإنسان نحب أن نستفرد بالسلطة، ولكن هذا لا يمنع أنّك المسؤول والمُلام في حال حدث أي خطأ مع العميل، فلا يوجد من تُلقي بلومك عليه أو من ترمي عليه حملك، وقد تتخذ قرارًا أو ترتكب خطأً يكون من شأنه القضاء على سمعتك المهنية ويصعب عليك أن تتلافاه.
لا قيود زمنية أو مكانية:
صحيح أنّك تملك الحرية لاختيار الوقت والمكان الذي ترغب أن تعمل فيه، لكنّ طبيعة العمل والحاجة إلى بناء علامتك التجارية سيضطرانك عمليًا للعمل لساعاتٍ قد تتجاوز الوقت الوظيفي المعتاد.
أو في حال كنت شخصًا لا يستطيع ضبط نفسه وإجبارها على العمل، ولم تضع قواعد صارمة لإلزام نفسك، فيترك العمل للّهو والتسلية، وأنت تُسوِّف ساعةً فساعة، فتستيقظ في نهاية ذلك على سقوط علامتك التجارية وفشلك في العمل المستقل.
الدخل غير المحدود:
على عكس العمل الوظيفي فإنّ العمل الحر لن يقدّم لك راتبًا محددًا في بداية كلّ شهر، تضمن من خلاله أن تسدد احتياجاتك الأساسية من دفع مستحقات المسكن والمشرب، فلو أصاب السوقَ شيءٌ من الركود ولم تكن تملك مهارات عالية في إدارة المال، ولم تضع خططًا ماليةً شهريةً محكمةً، فستقع في أزمةٍ كبيرة.
لا داعي لمغادرة المنزل:
قد يبدو العرض مغريًا في البداية، لكن إذا لم تحسن التصرف فقد يصير الأمر كارثةً تجلب لك الأمراض والعلل، فترك الحياة الاجتماعية ومخالطة الناس أمر مضرٌ للصحة النفسية، والأمراض البدنية قد تصيبك إذا لازمت المنزل ولم تتحرك أو تمارس شيئًا من الرياضة.
دخلك بقيمة مهاراتك:
إذا أعجبك العمل الحر وسَوَّلت لك نفسك أن تترك تطوير نفسك لأنك تحصل على الكثير من الأعمال، ولا حاجة لك بتعزيز قدراتك، فالعمل الحر لن يناسبك، لأنّ التنافسية فيسوق العمل المستقل شديدة، ومنافسوك جاهزون للإطاحة بك في أقرب فرصة.
أنت من يأخذ الأرباح:
نعني هذه المرة أنّك أنت من عليه أن يحصّل الأجرة المتفق عليها، ويحتمل أن يحصل تأخرٌ في دفع العملاء، إذ يشير المجلس الاقتصادي المستقل (Independent Economy Council) أنّ 74% من العملاء في العمل المستقل يتأخرون عن دفع المستحقات في الوقت المحدد، كما يجب عليك أن تكون حذرًا من عمليات النصب والخداع التي قد تتعرض لها.
ختامًا:
العمل الحر ليس الجنة الموعودة للعاملين به، فهو على ايجابياته وميزاته لا يخلو من بعض المعايب والمخاطر، شأنه في هذا شأن كلّ عمل آخر، لذلك عليك أن تأخذ بالحسبان طباعك ورغباتك حتى تحصل على الفائدة الأكبر من هذا السوق، كما يمكنك أن تتواصل معنا للاستشارة والاستفسار عن كل ما يتعلق بالعمل الحر، وتصفح المقالات في موقعنا Syrian Geeks.