مخاوف العمل الحر التي تقلق العاملين المستقلين عديدة، ففي ظل عالمٍ أصبح مليئًا بالتكنولوجيا وفرص العمل التي تتاح على إثرها، بات العمل الحر خيارًا يواكب عصره لأغلب المجتمعات والفئات العمرية حول العالم، ولكن في كلّ مهنة تتواجد السلبيات حتمًا، فما هي المخاوف المتداولة للعمل الحر؟ هذا ما سنعرّفك عليه في Syrian Geeks ضمن هذا المقال.
العمل الحر:
يعتبر العمل الحر من المهن التي بدأت بالانتشار كثيرًا في الآونة الأخيرة، لأسباب عديدةٍ على رأسها التوجه الرأسمالي لفكرة الاستقلالية في العمل؛ وتوجد مهنٌ كثيرة دخلت ضمن هذا السوق كالتصميم والكتابة والبرمجة والمحاسبة، التي بإمكان الفرد أن يعمل بها بشكلٍ مستقل دون الحاجة للدوام أو حتى للتواجد بذات الدولة.
إذ يتم ضمن العمل الحر الاتفاق مع العميل أو صاحب العمل على مبلغٍ معينٍ مقابل الخدمة أو السلعة التي سيقدمها الطرف الآخر له.
المخاوف المتداولة في العمل الحر:
مخاوف عديدة تقلق العاملين المستقلين في سوق العمل الحر، فكما أنّ العمل المستقل يحمل إيجابياتٍ وميزات، إلّا أنّه في ذات الوقت يحوي أخطارًا وتحدياتٍ عديدة، يواجهها العاملون فيه، وقد تودي بهم إلى الفشل إذا لم يكونوا على قدرٍ من المعرفة والخبرة التي تجنبهم إياها، وإليك أهمّ المخاوف المتداولة عن العمل المستقل:
عدم الثقة الكافية بالعميل:
حينما تعمل مع شخصٍ لم تلتقي به سابقًا وتعرفه فقط من خلال الهاتف أو الرسائل، فإنك حتمًا لن تمتلك الثقة الكافية به، وبالتالي فسيبقى لديك شكٌ بهذا العميل من عدة نواحي.
وعلى سبيل المثال من الممكن أن تنتهي من الخدمة المطلوبة منك وتقوم بتسليمها للعميل، ومن ثم يعيد مفاوضتك على أجورها واضعًا أسبابًا غير مقنعة كمثال (أنها ليست كما طلب!)، وحينها قد تضطر للموافقة لأنّه بعيد عنك ولا يمكن إقناعه بوجهة نظرك من خلال الهاتف!
وقد يصادف البعض في أوائل عملهم الحر مشكلة النصب والاحتيال، وذلك حينما يأتيك عميلٌ لا يقبل الدفع إلا بعد الانتهاء من تقديم الخدمة، ومن ثم يبدأ السيناريو الحزين بعد تسليمك للخدمة بقطعه التواصل معك، وحينها سيرتفع الأدرينالين لديك وتبدأ في العد للعشرة قبل أن تذهب وتقدم شكوى للشرطة عن الذي حصل؛ ولكن اطمئن فليس جميع العملاء من هذه الشاكلة!
من الأمور المهمة لتجاوز هذا الخطر، إنشاؤك نموذجًا لملفٍ يحوي تفاصيل الخدمة التي ستقدمها موضحةً، مع أفضلية طلب قسم من رسوم الخدمة التي ستقدمها بشكل أوليٍ من العميل.
المنافسة الشديدة:
بالنسبة للعاملين المبتدئين في العمل الحر، فهذه تعتبر القشة التي تقسم ظهر البعير بالنسبة لهم!
فالمنافسة الشديدة هي من أكثر النقاط المخيفة التي من الممكن أن تواجه شخصًا بدأ للتو بعمله الحر المستقل، فحينما تنظر لأسعار الخدمات الشبيهة لخدمتك قد تقف محتارًا في مسألة تسعير خدماتك...
لكنّ هذه المسألة تحلّ مع مرور الوقت فعندما ستقدّم خدمةً ذات جودةٍ عالية، وتتابع عملائك بعد البيع، وتروج لعلامتك التجارية، فستصل لصفقاتٍ أفضل وأسعار أقوى.
ومن الاستراتيجيات المهمة في تسعير الخدمات: أن تراقب نظراءك في مجالك وتستكشف النقص الذي لديهم، لتبدأ بتعبئته في خدماتك؛ ومن الأمور المهمة ضرورة عدم تقليل سعر خدماتك بشكل مبالغ فيه بغية جذب العملاء، فذلك سيخلق اعتيادًا لدى عملاءك على الأسعار رخيصة حتى ولو كانت الخدمة تستحق سعرًا أعلى بكثير، ناهيك عن أن السعر الرخيص جدًا لا يدل على خدمة ممتازة!
عدم الاستقرار في تدفق العمل:
من الممكن أن تواجه الأعمال الحرة نزولًا وصعودًا في تدفقها وكأنها بورصة!، وهذا يعتبر من المخاوف الرئيسية في العمل الحر، فمن الممكن أن تمرّ عليك فترات تبحث فيها مليًا عن عملاء بمختلف الوسائل، ولكن دون جدوى.
وعلى عكس هذا السيناريو، من الممكن أن تأتي عليك فترة تتناول فيها الكثير من حبوب المسكنات وفناجين القهوة من شدة ضغط العمل، الذي قد يأتيك كلّه دفعةً واحدةً فوق رأسك.
ولذلك احرص على تنظيم وقتك وعملك، وحاول المناورة في جعل عقود تقديم خدماتك للعملاء محددةً ضمن فترة كافيةٍ وزيادة، لتضمن فترةً أطول تقدّم فيها الخدمة الأجود، ولا تدخل في انقطاعاتٍ طويلة بدون مشاريع، واحذر القبول بتقديم الخدمة السريعة التي سيكون فيها مصير عملك في يومك التالي مجهولًا!
الوقت المهدور:
يخشى بعض العاملين في مجال العمل الحر من الرد على العميل بجملة "أعتذر لا يمكنني العمل أنا الآن مشغول!" خوفًا من فقدان العميل، لذلك لا تخف من أن تخبر العميل أنك في حالة انشغال، فلا يحق للعميل السيطرة عليك ضمن 24 ساعة، ولا توظّف نفسك بهذا الشكل، وإنما رتب وقتك وخصص وقتًا معينًا للتواصل والعمل.
إذ سيعكس ترتيب الوقت مهنيتك في التعامل، ولن يعطي انطباعًا سيئًا عند العميل طالما أنّك ملتزمٌ بجدول العمل الذي أخبرته به مسبقًا، وسيقيك هذا الأمر شعور تملكك من قبل العميل.
ومن الجيد أن تكرّس وقتًا لنفسك، إن كان لتطوير مهاراتك والدراسة، أو حتى الاستمتاع والاسترخاء، أو المكوث مع العائلة، فهذا سيحسن من صحتك النفسية والاجتماعية وبالتالي سينعكس على إنتاجيتك وجودة عملك.
التعامل مع العميل الصعب:
عزيزي القارئ يجب أن تنتبه جدًا لهذه الموضوع، لأنّك حتمًا ستواجه يومًا في العمل الحر أحد هذه الشخصيات التي سنذكرها، لنطلعك على كيفية التعامل الأنسب معها.
وعلى سبيل المثال لنقل أنّك ستقوم بعمل تصميم جرافيكي لأحد العملاء لديك بعد أن قام بإرسال القواعد التي يجب إتباعها مثل الخط والألوان ولوغو الشركة، ولنقل أنّك انتهيت من العمل وقمت بتسليم التصميم له، ثم تفاجئ بأنّ العميل غاضبٌ ويدعي عدم موافقة خدمتك للقواعد التي زودك بها!
وطريقة التعامل الأفضل مع هذا العميل تكون: بتمالك غضبك، وتذكرك أنّ العميل الحالي هو عميل مستقبلي محتمل، ويمكن أن تجيب على كلام العميل بلباقة وبجملة مشابهة للتالية لتكسب وده: "من الممكن أني لم أفهم طلبك بشكلٍ صحيح، فهل تستطيع أن تشرح لي ما يمكنني تعديله في الخدمة لأجعلها مناسبةً كما تريد؟".
ومن الأمثلة الواقعية في العمل الحر، هي طلب العميل خدمةً لا تناسب احترافية عملك، وقد تقف أمام مثل هذا الموقف في حيرةٍ من أمرك بين تنفيذ طلب العميل أو رفضه، والحل الأمثل في هذه الحالة العمل على حلٍّ يرضي الطرفين بقدر الإمكان، وهذا يتطلب منك إتقان فن التفاوض.
ختامًا:
في النهاية من الممكن أن تواجهك تحديات العمل الحر ومخاوفه في كلّ زمانٍ ومكان ومهنةٍ أيضًا، ففي كلّ مسار عمل توجد المخاطر والصعوبات، وعليك إحسان التصرف ومحاولة كسب العملاء وتقديم خدمتك بأفضل صورة قدر الإمكان، وللمزيد من المعلومات تصفّح موقعنا Syrian Geeks واقرأ عن مواضيع العمل الحر.