العلاقات المهنية هي أحد أهمّ الأسس التي يبنى عليها العمل الحر، والعلاقات المهنية هي التواصل العميق بين العميل والعامل المستقل الذي يشعر فيه كلا الطرفين بالثقة والأريحية، إذ تعطي هذا العلاقة للعميل والعامل القدرة على العمل المستمر والاحترافية العالية لإنجاز أفضل المشاريع والتواصل الهادف، وهي ليست مجرد علاقة البيع والشراء، بل هي العلاقة التي تبنى على الموثوقية والاحترافية.
فكيف تبنى هذه العلاقة المهنية بين العميل والعامل المستقل وما هي صفات هذه العلاقة؟ هذا ما ستتعرّف إليه ضمن هذا المقال الذي أعددناه في Syrian Geeks.
صفات العلاقة المهنية الجيدة:
تتكون العلاقة المهنية من طرفين، وهما العميل الذي يتواصل ويبني العلاقة المهنية بهدف الحصول على خدمة أو تنفيذ مشروع، ويتوقع من العلاقة المهنية الحصول على أفضل خدماتٍ بأفضل سعر، والطرف الثاني من العلاقة المهنية هو العامل المستقل الذي يرغب بالحصول على المقابل "المادة"، واستمرار العلاقة المهنية مقابل إنجاز المشروع أو تقديم خدمة للعميل، لذلك لا بدّ من معرفة صفات العلاقات المهنية المستدامة وأيضًا معرفة الخطوات لبناء هذه العلاقة الاحترافية.
الثقة والشفافية:
الصفة الأهم التي يجب أن تتسم بها العلاقة المهنية هي الثقة والشفافية بين العميل والعامل المستقل، إذ يجب أن تتسم العلاقة بالصدق من كلا الطرفين والوضوح، وهذا سيكوّن جوهر العلاقة المهنية القوية، وبدونهما لن تكون هناك علاقة مهنية قوية.
فهم احتياجات العميل:
فهم العميل واحتياجاته يساعد بشكلٍ كبيرٍ على بناء علاقةٍ مهنيةٍ قوية، فكلما تفهّم العامل احتياجات العميل وامتاز بقدرته على التعرف على رؤيته ورغبته، كلما ساعد هذا على بناء علاقةٍ مهنيةٍ متينة، وذلك سيساعد على تنفيذ العمل بصورةٍ مثاليةٍ وملائمة لتصور العميل.
القيمة المضافة:
العلاقة بين العميل والعامل المستقل تقوم على تقديم القيمة من خلال الحوار البنّاء، والعمل الجيد وتقديم المشاريع الإبداعية، والتي تسهم في إحداث قيمةٍ مضافةٍ، وبالتالي تنعكس على العلاقة المهنية بشكل عام وعلى المشاريع المنفّذة بشكل خاص.
التواصل الفعال:
من صفات العلاقة بين العميل والعامل الحر وجود التواصل الفعّال، الذي يهدف إلى تحقيق أهداف العلاقة المهنية، ونعني بذلك إصدار المنتجات كما طلبها العميل بالضبط، وبصورة ملائمة ومريحة للعامل المستقل.
المتابعة المستمرة:
تعدّ المتابعة المستمرة من صفات العلاقة المهنية الجيدة والمطلوبة، فهي تعني المتابعة لتفاصيل تنفيذ العمل، وهي بذلك عمليةٌ مستمرة تبدأ قبل بداية تنفيذ المشروع، وخلال مراحل تنفيذه، وحتى ما بعد الانتهاء من العمل وذلك لقياس رضا العميل، وضمان عودته لتلقي خدماتٍ أخرى.
خطوات لبناء علاقة مهنية احترافية مع الزبون:
أمور عديدةٌ ستساعدك في تعزيز علاقاتك مع زبائنك، وبالتالي جعلهم زبائن وعملاء دائمين، وأيضًا كسب مساهمتهم في الترويج لعلامتك التجارية من خلال التوصية بك والإشادة بخدماتك أمام معارفهم، وإليك أهمّ الخطوات لبناء العلاقة وضمان استمرارها:
فهم احتياجات الزبون:
قم ببناء محادثات فعّالة مع الزبون واطلب توضيحات حول العمل المطلوب، ولا تتردد في طرح الأسئلة المفيدة للوصول لأفضل فهمٍ لرؤية العميل، ويمكنك استخدام نوع التواصل الأنسب، سواءً كان ذلك من خلال مقابلةٍ عن بعد (أونلاين) أو مكالمة صوتية أو تواصلٍ مكتوب.
قدم خدمة احترافية:
من خلال تقديمك معلوماتٍ مفيدةٍ ومهمةٍ للعميل حول سير المشروع خاصته وتقدمه، سيسهل عليك الوصول للعمل الذي طلبه، ومن المحبذ أن تعرض لعملائك نماذج وأمثلةً من عملك، فذلك سيرسم في مخيلته نوع الخدمة التي يمكن أن تقدمها له، وبالتالي ستكون توقعاته للعمل والخدمة قريبةً من الواقع، وكل ما ذكر سيعطي انطباع الاحترافية عنك.
كن واضحاً:
الوضوح هو الطريقة الأفضل لصنع ثقةٍ مهنيةٍ بين العميل والعامل الحر، ويمكن القيام بذلك باتباع الخطوات التالية:
قدّم عرض الأسعار والتفاصيل بوضوحٍ منذ البداية.
اذكر تفسيراتٍ دقيقةٍ للميزات والمواصفات.
تجنب استخدام مصطلحاتٍ غامضة أو غير مفهومة.
التزم بالوعود:
غالباً ما يعد الالتزام أحد أهم الصفات والواجبات التي يحب أن يتسم بها العمل، ويجب أن يجسّدها العامل المستقل ويكون ذلك من خلال:
تحقيقك الجودة التي وعدت العميل بها.
وضعك جدولًا زمنيًا واقعيًا لتنفيذ وتسليم المشروع، وقم بتسليم المشروع في الوقت المتفق عليه.
محافظتك على إعلام العميل بالمستجدات وسير العمل.
حل المشكلات بفعالية:
قد تواجه في عملك الحر العديد من المشكلات والصعوبات، وسوء الفهم بينك وبين العميل، ويجب أن تتعامل مع هذا الموضوع بحكمة ودقة، وأن تتحلى بالصبر قبل كل شيء، بالإضافة إلى الخطوتين التاليتين:
الاستماع بانتباه إلى المشاكل والانتقادات التي يخبرك بها العميل.
تقديم حلول واقعية وسريعة للمشكلة، وتنفيذ التعديلات التي يطلبها العميل.
استمرارية العلاقة:
هذا هو المبتغى الأهم، والمكسب الأكبر من أي مشروع، فالحصول على زبونٍ دائمٍ هو ميزةٌ تسهم في نجاح العامل المستقل في عمله، فهو بذلك يضعّف احتماليات الانقطاع في الأعمال الواردة إليه، ولضمان استمرار علاقتك اتبع الوسائل الآتية:
أرسل رسائل تواصل دورية للزبون لتحديثه بأخبار جديدة ومعلومات مهمة قد تحظى باهتمامه.
اعرض خدمات ما بعد البيع مثل الدعم التقني أو التدريب أو الدعم على العميل.
أضف العميل إلى قائمة اتصالاتك في لينكد إن لتبقى في ذاكرته.
طلب التقييمات:
حاول أن تطلب تقييمًا من العملاء حول عملك، واطلب اقتراحاتهم بشكلٍ مستمرٍ حول المشاريع والمنتجات التي قدمتها لهم؛ وعلى صعيدك الشخصي حدّد النقاط التي يجب أن تحسّنها في عملك بناءً على ملاحظتك الذاتية وملاحظة العملاء، وطور نفسك وخدماتك.
أهمية العلاقة المهنية:
تمثّل العلاقات المهنية الجوهر لنجاح العمل الحر، فالعلاقات هذه تجسّد التواصل العميق بين العميل والعامل المستقل، وتعكس مستوى الثقة والراحة التي يشعر بها كلٌّ منهما، وتمنح الطرفين القدرة على الاستمرار والتحسين المستمر، مما ينتج عنه تقديم مشاريع أفضل وأعلى في المستوى الاحترافي.
وإذا كنت تسعى لبناء علاقة مهنية ناجحة مع العملاء، فعليك تطبيق الصفات المذكورة واتباع الخطوات العملية المقترحة، فالعلاقة المهنية فرصةٌ لإظهار قدراتك وبناء سمعتك في سوق العمل، فنجاحها يؤثر إيجابًا على مسارك المهني ونجاحك في العمل الحر.
ختامًا:
إذا كنت تفكر في استكشاف عالم العمل المستقل وتود معرفة ما يحمله من تجارب شيقة، فزر موقعنا Syrian Geeks، لتجد فيه التوجيهات المثلى الشاملة في العمل المستقل، وستلقى في مقالاتنا المتنوعة موارد مفيدة وممتعة تكشف لك كيف يمكن للعمل المستقل أن يكون خيارًا مثيرًا يفتح أمامك آفاقًا جديدة ومثيرة.