العمل الحر أو المستقل هو من أكثر القطاعات المتنامية في العقود الأخيرة، إذ لم يَعد العمل الحر حكرًا على أحد، بل صار مجالًا يمكن للكثيرين من أصحاب المهارات العمل فيه، ولنعرّفك على تفاصيله أعددنا لك في Syrian Geeks هذا المقال الشامل عن العمل الحر.
مفهوم العمل الحر:
يعرّفه البعض بالعمل المستقل ويعرف بالإنكليزية باسم (Freelance) والتي تعني بمضمونها العمل للحساب الخاص، ورغم قِدم هذا النوع من العمل ووجوده حتى في عصورٍ قديمةٍ إلّا أنّ المصطلح لم يعرف حتى نهايات القرن التاسع عشر.
برز العمل الحر في العصر الحديث وتطور كثيرًا، ومع دخول الانترنت إلى العالم حدث التداخل مع العمل الحر، ليكون اليوم جزءًا لا يتجزأ منه، ويرتبط مفهوم العمل الحر عمومًا بالعمل عبر الانترنت.
من هو العامل المستقل؟
العامل الحر أو المستقل هو الفرد الذي يعمل على تقديم خدماتٍ معيّنةٍ مأجورةٍ ضمن أحد المجالات، لمجموعةٍ مختلفةٍ من العملاء والتي قد تكون مؤسساتٍ أو أفراد، دون أن يكون هو موظفًا ضمن شركةٍ أو مؤسسة، فهو يعمل لحسابه الشخصي ولوحده.
وتشير الإحصاءات إلى تزايد أعداد العاملين بشكلٍ مستقلٍ كثيرًا، إذا وصل عددهم في أمريكا إلى ما يتجاوز 10 ملايين عامل، وذلك بحسب مكتب إحصاءات العمل الأمريكي BLS.
الفرق بين العمل الحر والوظيفة:
عديدةٌ هي الفوارق التي يمكن ذكرها بين الوظيفة والعمل المستقل، فكلٌّ منهما هو نمطٌ ومسارٌ مختلفٌ في اتجاهاته، وإليك أبرز هذه الفوارق:
- الالتزام الزمني: يلتزم الموظف بوقت معيّنٍ في عمله الذي يبدأ وينتهي بساعاتٍ محددةٍ، بينما يعمل العامل الحر بدون التزامٍ بساعاتٍ محددةٍ وواضحة، وذلك بحسب خطته لإنجاز المشاريع وتقديم الخدمات التي يعمل عليها.
- الإدارة والرتب الوظيفية: يعمل الموظف تحت إدارة شخصٍ يكون أعلى منه رتبةً وظيفية، أو قد يكون أيضًا مسؤولًا عن أشخاصٍ أقل منه رتبةً وظيفية؛ أما العامل المستقل فهو يعمل لوحده دون وجود مديرٍ يوجهه أو موظفين يديرهم، لكنه في ذات الوقت ينطلق من إرشادات وطلبات العميل لإنجاز الخدمة التي يقدمها.
- الدخل المالي: يحصل الموظف على راتب شهريٍ ثابتٍ، وقد يحصل على مكافآتٍ أو ما شابه، بينما يحصل العامل الحر على مقابلٍ للخدمات التي يقدمها إن استطاع الحصول على عملاء.
أنواع العمل الحر:
يوجد نوعين من العمل المستقل، يتوزع بهما العاملون ضمن هذا المسار وهما:
1- العمل الحر الكامل: يعني ذلك أن يكون العامل المستقل متفرّغًا للعمل الحر، دون أن يعمل في مكان آخر، معتبرًا إياه بمثابة العمل الأساسي له؛ ويخلق هذا النوع من العمل ميّزاتٍ وإيجابياتٍ كثيرةٍ منها تعزيز الكفاءة في التخصص الذي يعمل به، وللموضوع سلبياتٌ تجدها مذكورة في موقعنا.
2- العمل الحر الجزئي: بإمكانك أن تفهم معناه من اسمه، فهو يعني وجود العامل المستقل في أماكن أخرى غير مسار العمل المستقل، كأن يكون موظّفًا في مؤسسةٍ أو شركةٍ ما ضمن الفترات الصباحية، ويعمل مساءً على تقديم خدماتٍ معيّنةٍ كمستقل.
ميزات العمل الحر:
يتمتع العمل المستقل بمزايا عديدة جعلت كثيرين يرغبون بأن يكونوا من رواده، وإليك أبرز مزايا العمل المستقل:
1- الحرية والاستقلالية: يوفّر العمل المستقل حرّيةً في العمل، فلن تضطر كعاملٍ مستقلٍ إلى العمل مع جهةٍ واحدة، أو التعامل مع أشخاص محددين، أو الالتزام بساعات عملٍ محددة، ومكانٍ معين للعمل، ولن ترتبط بالإجازات الرسمية والعطلات.
بمعنى آخر ستملك نفسك عندما تكون عاملًا حرًّا، لكنّ هذا الأمر لن يعفيك من الأعراف المهنية، وستبقى ملتزمًا بالمتعارف عليه من القوانين والضوابط في الأعمال، والتي تعزّز من مهنيتك في العمل عند التزامك بها.
2- العمل بما تحب: تشتهر عبارة "اتبع شغفك"، وفعليًا يمكن تحقيق هذه العبارة بمعناها في العمل الحر، إذ ستكون قادرًا على تحديد المجال الذي ستعمل به والذي يوافق شغفك، وهذا ما سيجعلك سعيدًا في حياتك.
إضافةً إلى ذلك فأنت تحدد مسارك المهني المستقبلي بذلك، وترسم الطريق الأنسب للمضي في المسار عندما تختار المجال الذي ستقدم خدماتك فيه، وتطور نفسك ومهاراتك فيه.
3- التطور المستمر: يتطلب العمل الحر تعلّمًا مستمرًا للمهارات التي تساعد في إنجاز المشاريع المطلوبة، وستتعرض لأشكالٍ مختلفةٍ من الأعمال، وهذا ما يميّز العمل الحر عن الوظيفة، فقد تكون الأعمال في الوظائف مستمرةً بنسقٍ محدد.
كما أنّ التحديات التي قد تتعرض لها كعاملٍ مستقلٍ وأنت لوحدك، تجعلك قادرًا على البحث عن حلولٍ لأصعب المشكلات ضمن مجالك المهني، وهذا ما يصقل خبرتك ويعزّز مهاراتك.
4- تنوع مصادر الدخل المالي: لن يكون في العمل الحر مردودٌ ماليٌ ثابتٌ لك كلّ شهر، وهذا يعدّ تحديًا للكثيرين، وبذات الوقت هو فرصةٌ لك نحو الثراء المالي، إذا ما استطعت الوصول للعملاء بشكلٍ جيد، وتسعير خدماتك بأسعارٍ كبيرة.
والعمل الحر يفتح آفاقًا أيضًا للموظفين، فيمكن لمن يعمل في وظيفة الدخول للمسار والعمل فيه جزئيًا مع الموازنة بينه وبين الوظيفة، وبالتالي أموالٌ إضافيةٌ على الراتب الشهري تحققها في كلّ مشروع عملٍ حرٍّ تحصل عليه.
5- البدء مباشرةً دون الحاجة لتمويل: على عكس ريادة الأعمال ففي العمل الحر لن تحتاج لبذل أموالٍ لاستئجار مكانٍ للعمل، أو الترخيص الحكومي، أو توظيف أشخاصٍ آخرين، يكفي أن تملك المعدات التي تلزمك لتقديم خدماتك في مجالك المهني، ومهاراتٍ مناسبةٍ فيه لتبدأ.
6- الوصول للعالمية: مع العمل الحر لن تبقى مقيّدًا في مكانٍ معين، بل يمكنك الوصول للكثير من دول العالم وتقديم خدماتك فيها، كما يمكنك الحصول على مشاريع وتعاقدات مع شركاتٍ عالميةٍ في مختلف الدول، وهو ما سيفتح الآفاق لك في مسارك المهني ويزيد من قيمة وسعر خدماتك.
إلى جانب ما ذكرناه من ميّزات للعمل الحر، فإنّ فيه بعض السلبيات والتي يمكن أن تقرأ عنها في موقعنا Syrian Geeks.
ختامًا:
بات العمل الحر مسارًا مهمًا يتيح فرصًا للراغبين بتطوير مهاراتهم وتحقيق استقلالهم الذاتي والمالي، وللمزيد من المعلومات حول العمل المستقل لا تتردد في تصفح موقعنا Syrian Geeks والقراءة عن أكثر المواضيع التي تهمك.