26
سبتمبر
2023

 

سوق العمل والبيئة المهنية في تغير مستمر منذ بداية الثورة الصناعية مع بدايات القرن الثامن عشر، إذ بدأت تتغير الكثير من الأمور في عالم المهن، وبدأ العاملون حول العالم يفقدون مهنهم الذي اعتادوا عليها، وتظهر في الوقت ذاته مهن جديدة، ومنذ ذلك الحين لم يستقر سوق العمل، إذ يتغير كل يوم وتظهر فيه تحديثات جديدة، ولنعرّفك في Syrian Geeks على هذه التغيرات واستراتيجيات استغلالها أعددنا لك هذا المقال الشامل.

 

هل يمكن للتغيرات أن تقضي على مهنتي؟

تساؤلٌ يطرحه الكثيرون مستنكرين إمكانية انقراض المهن والتخصصات، لكننا إذا ما راجعنا القرن المنصرم فسنلاحظ متغيرات قضت على مهن لا تعد ولا تحصى، ومن أمثلة ذلك:

النسخ والطباعة:

على مدى عقود طويلة كان النسخ اليدوي للنصوص هو الطريقة الوحيدة لاستنساخ النصوص، وكانت هذه الصنعة من أفضل المهن، وتتطلب كثيراً من العمالة والجهد والوقت.

ومع ظهور اختراع يوهان غوتنبرج والذي عرف بالطابعة الحديثة ذات الأحرف المنفصلة، تغير وجه هذه المهنة إلى الأبد، وصار العمل أسرع ويحتاج عمالةً بمهاراتٍ مختلفةٍ وعددٍ أقل مما أدى إلى فقدان الكثير من الناس مهنهم.

ومع الوقت ظهر الحاسوب وتطورت التكنولوجيا فوصلنا إلى الكتابة الصوتية وتقنياتٍ عديدةٍ أخرى مثل المسح الضوئي، ونعيش اليوم تطوراً جديداً في هذا الجانب بدأ يهدد الكثير من التخصصات والمهن وهو الذكاء الاصطناعي القادر على توليد أمور عديدة كالنصوص والتصاميم والأصوات والفيديوهات.

أنواع التغيرات في بيئة العمل:

يتغير سوق العمل دورياً من عدة نواحي، كأعداد العاملين ونوع العمل والمناصب الوظيفية، وأيضاً تغيرت وسائل العمل وحاجات العملاء، وكذلك الجودة المطلوبة والرواتب والأجور والعديد من التفاصيل الأخرى، وإليك أبرز أنواع المتغيرات في سوق العمل:

تغيرات مهنية:

تحدث هذه التغيرات في المهنة ذاتها، إذ تتطور المهن بشكلٍ مستمرٍ، ويتطور المجتمع المهني وتتغير أشكاله وطبيعته، وكذلك النظم الإدارية والإشرافية، وأيضاً يتغير الهيكل الوظيفي في المؤسسات والمناصب الوظيفية.

تغيرات قانونية:

تشهد القوانين والتشريعات المتعلقة بسوق العمل تغيرًا مستمرًا، على اعتبار أن القوانين أصلًا مرتبطةٌ بالوقائع، وفي كل يوم يصحو العالم على تحديثات مهنية تخلق قضايا مستجدة، ويستدعي ذلك تعديل بعض التشريعات والقوانين وسنّ بنودٍ جديدةٍ منها، وقد يكون ذلك على مستوىً محلي أو دولي.

تغيرات تكنولوجية:

أسرع المتغيرات التي يمكن ملاحظتها في سوق العمل هي التغيرات التقنية والتكنولوجية، فالتكنولوجيا تتغير بشكل متسارع، وكل يوم تظهر تقنية جديدة تدخل على عالم المهن وتؤثر في مساره.

تغيرات اقتصادية:

التغيرات الاقتصادية هي التغيرات التي تحدث على مستوىً وطني أو دولي مثل، الركود الاقتصادي أو الأزمات الاقتصادية، أو التغيرات في سعر العملة، والتي تؤثّر بشكل أو بآخر بالعرض والطلب، ويمكن ذكر أزمة التضخم العالمي الحاصلة بعد جائحة كورونا.

تغيرات أخرى:

يمكن أن نذكر التغيرات السياسية كالحروب والنزاعات الدولية والإقليمية، وأيضاً الكوارث مثل الزلازل والفيضانات والتي تؤثّر بشكل مباشر في سوق العمل.

كيف نتعامل مع تغيرات سوق العمل:

في هذا العالم المليء بالمتغيرات والتي نعايشها واقعيًا كل يوم، أمور عديدة تجعل من هذه المتغيرات ورقةً رابحةً في يدك تستفيد منها في عملك الحر وتوصلك حتى إلى التميز، ومن أهمها:

ابق مطلعاً:

عليك دائماً أن تتابع الأخبار والتحديثات التي تحصل في سوق العمل سواءً كانت صعوباتٍ وتحدياتٍ، أو كانت فرصاً جديدةً يمكن استغلالها، لأننا نعيش في عصر المعلومة، والوصول إلى المعلومات بشكل سريع هو ميزةٌ مهنيةٌ مهمة، لذلك ابق مطّلعاً وتابع الأخبار والتحديثات المهنية بشكل مستمر.

كن صديقاً للتكنولوجيا:

كن صديقاً للتقنية، وهذا يعني البقاء على معرفةٍ جيدةٍ بالتكنولوجيا، وطرق استخدامها بشكل فعّالٍ في حياتك الشخصية والمهنية، ومتابعة الابتكارات الجديدة ومحاولة تطويعها في عملك، كاستخدام الذكاء الصناعي ليساعدك في القيام ببعض الأمور، وأيضاً الاعتماد على المساعد الصوتي في ترتيب جدول أعمالك وهكذا.

فالتكنولوجيا هي الوسيلة الأفضل لمواكبة التغيرات السريعة لسوق العمل.

تعاون مع الزملاء:

قم ببناء شبكة علاقاتٍ مهنيةٍ مع الزملاء الذين يعملون في ذات مجالك، سواءً كانوا داخل منطقتك أو في دولٍ أخرى، إذ إنّ العلاقات ستقدّم لك العديد من الفوائد، ومنها الاستفادة من خبرات الزملاء وتجاربهم، وربما تعلم مجالات عمل مهنية جديدة، كما يمكن أن تحصل على الفرص وتصلك آخر التحديثات في تخصصك من زملائك.

طور نفسك:

"من يتطور يستمر" هذا هو قانون العمل اليوم، لذلك عليك الاستمرار في التعلم وتدريب نفسك، لتنجز عملك بأفضل طريقةٍ ممكنة وأعلاها جودة، والتدريب يشمل زيادة معارفك، وتعزيز قدراتك المهنية، والعمل على اكتساب مهارات جديدة.

كون شبكة علاقات مع العملاء:

حافظ على علاقةٍ مهنيةٍ مستدامةٍ مع عملاءك، وابني الثقة والوفاء المهني بينكم، وهو ما سيساعدك ويدعم وجودك في سوق العمل أثناء حدوث التغيرات، فكلما اتسعت شبكة علاقاتك المهنية وكلما كانت في مناطق وبلدان مختلفة، كلما زاد حضورك في سوق العمل.

استهدف أسواقاً جديدة:

فكر في أسواق لم تدخلها من قبل، وضع خطةً ممنهجةً في الوصول إليها، وصمم استراتيجيةً تجذي العملاء والزبائن المحتملين في الأسواق الجديدة، إذ تساعدك هذه الخطوة في حماية نفسك من خطر البقاء في سوق بلد واحد قد يعيش تغيراً معيناً في أي لحظة.

لا تيأس:

الفشل أمر ممكن الحدوث فلا تيأس، نحن نعيش في عالم متغير بشكل متسارع أكثر من أي وقت مضى، وهو ما قد يهدد وجودك المهني وعملك كأي عامل مستقل آخر، وربما تتغير طبيعة مهنتك ويصعب عليك التأقلم في البداية، فلا تبتأس ويمكنك المحاولة من جديد.

كن مرناً:

المرونة أمرٌ مهمٌ في عالم المهن للمحافظة على اسمك ومكانك في سوق العمل، لذلك كن مرناً ومتكيفاً مع التغيرات الجديدة بغض النظر عن طبيعتها وعن تأثيرها، فالبقاء في سوق العمل سيكون للأكثر تكيفاً. 

 

ختاما:

تفرض التغييرات في سوق العمل علينا كعاملين مستقلين أن نتكيف ونتعلم ونتطور، وأن نجاري التغيرات بكل أشكالها وأنواعها، وأن نحوّل التحديات التي تواجهنا إلى فرص، فكلّ تغيّرٍ في سوق العمل هو فرصةٌ محتملةٌ يمكننا استغلالها لصالحنا إذا تعاملنا معها بالشكل الصحيح وبطريقةٍ ذكيةٍ واحترافية، ولتكون على اطلاعٍ دائمٍ على كل المتغيرات في سوق العمل الحر حافظ على وجودك في مجتمع Syrian Geeks ففيه كل مفيد في هذا الجانب.

اكتب ملاحظاتك

(اقتراحات - تعديلات - اضافة)

يرجى مشاركتنا ملاحظاتك واقتراحات حول الموقع:
تم استلام ملاحظتك
img