29
سبتمبر
2023

 

تحويل الأموال إلى سوريا عقبةٌ كبيرةٌ أمام العاملين المستقلين من المقيمين في داخل سوريا، فبعد الرواج الكبير والملحوظ للعمل الحر في سوريا وتوجه كثيرٍ من الشباب السوري إليه حالهم حال الكثير من أبناء دول الحروب والكوارث، واستهدافهم العملاء من الخارج، برزت مشكلة صعوبة تحويل الأموال واستلامها في سوريا، وهو ما سنحدثك عنه في Syrian Geeks في هذا المقال لنجيب عن تساؤل كيف أحول أموالي في العمل الحر إلى سوريا؟

 

العمل والعمال في سوريا: 

أدى إغلاق الكثير من المؤسسات والشركات والمصانع، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا إلى قلة وشح فرص العمل، وعليه توجه جزءٌ كبيرٌ من الشباب إلى العمل الحر والمستقل لكسب قوت يومهم وإعالة عائلاتهم، مستهدفين العملاء في خارج سوريا لعدم وجود طلب على خدمات العاملين المستقلين داخل سوريا وتدني الأجور أن وجد، لتقع المعضلة في كيفية تحويل أجور المشاريع والخدمات من العملاء خارج سوريا إلى العاملين داخل سوريا وذلك بسبب وجود عقوبات على البنوك السورية وعدم وجود بنوك في كثير من المناطق.

صعوبات تحويل الأموال إلى سوريا:

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه عمليات تحويل الأموال إلى سوريا، إلّا أنّ الأمر قائمٌ وممكنٌ بدون توقف، وتختلف مدى صعوبته من منطقةٍ إلى منطقة، وفي حال تساؤلك عن الفرق بين المناطق في عملية تحويل المال وما المقصود بذلك؟

فإنّ الجواب يتلخص بالرقعة الجغرافية والقوى المسيطرة عليها؛ وعلى سبيل المثال فإن مناطق جنوب وداخل سوريا يخضع لسيطرة النظام، وتعدّ عملية تحويل الأموال إليه في بعض الحالات أمراً خطيراً، وقد يعد جرماً يحاسب عليه الشخص.

أمّا عن المناطق الشمالية الغربية والخاضعة لسيطرة قوى المعارضة السورية فليس الموضوع معقداً على العكس تماماً لما في المناطق الجنوبية وهذا ناتج عن مراعاة الصعوبة المعيشة والوضع الاقتصادي المتردي للمقيميين في هذه المنطقة.

وفي المناطق الشمالية الشرقية حيث تواجد القوى الكردية فإنّ الأمر ليس بالصعب دائماً وليس بالسهل الدائم أيضاً، إذ لا تختلف نظرة هذه القوى لعملية تحويل الأموال كثيراً عن نظرة قوى النظام، بالإضافة إلى وجود قيودٍ في بعض البلدان المجاورة على عملية تحويل الأموال إلى المناطق الشمالية الشرقية.

العملة المتداولة في المناطق السورية:

الحرب والعقوبات والفساد، جميع هذه الأسباب كانت كفيلةً في إضعاف وإفقاد العملة السورية قيمتها، إذ تعدت عتبة الاثنا عشر ألف ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي الواحد حتى يومنا هذا.

 لذلك كان لكل منطقةٍ رأيٌ خاصٌ بهذا الخصوص، فتوجهت المناطق الشمالية الغربية نحو حل هذه المشكلة بعدم التعامل بالليرة السورية أبداً، واستبدالها بالعملة التركية والدولار كعملتين أساسيتين.

وفي المناطق الجنوبية الداخلية والمناطق الشمالية الشرقية استمر تداول واستخدام الليرة السورية مع اختلاف بسيط بين هاتين المنطقتين وهو في إمكانية استخدام العملات الأجنبية.

إذ يمنع في مناطق النظام استخدام أو اقتناء العملات الأجنبية ويقتصر التعامل على الليرة السورية، لذلك يصعب على العاملين المستقلين التعامل والاستفادة من العملات الصعبة، فالأمر يعتبر جرماً يعاقب عليه القانون؛ أما عن المناطق الشمالية الشرقية فيمكن التعامل بالعملات الأجنبية بحرية.

قنوات التحويل المالي المشروعة في سوريا:

تختلف قنوات تحويل واستلام الأموال التي يمكن للعاملين في العمل الحر في المناطق السورية استخدامها، وذلك تبعاً للتقسيم الذي ذكرناه آنفًا، وإليك الطرق المشروعة لتحويل المال إلى سوريا:

مناطق النظام السوري:

المناطق الجنوبية والداخلية في سوريا لها طريقان مشروعان وقانونيان، وأولهما التحويل للحسابات البنكية وذلك للبنوك الموجودة في سوريا، لكنّ الغالبية العظمة من الناس لا يمتلكون حسابات بنكية لصعوبة شروط فتح الحساب؛ والطريقة الثانية هي مكاتب التحويل المرخصة مثل شركة الهرم، والمشكلة في هذه المكاتب تكمن في:

شدة الازدحام فيها.

المدة الزمنية الطويلة لاستلام الحوالات:

التعقيد والتشديد في معلومات كلا الطرفين المرسل والمستفيد.

الأجور المخصومة من هذه الحوالات والمبالغ المقتطعة تحت بند (إعادة الإعمار).

مناطق المعارضة السورية :

يوجد في مناطق شمال غرب سوريا طريقةٌ شرعيةٌ واحدةٌ لتحويل الأموال، وذلك عن طريق مراكز PTT التركية المنتشرة في بعض البلدات والمدن، فيمكن للعامل الحر فتح حساب بنكي بسهولةٍ ودون أدنى شروط في مركز PTT واستلام الأموال منه، لكن الموضوع فيه بعض الصعوبات، وأبرزها:

قلة عدد الحصالات الالكترونية لسحب الأموال.

توزع الحصالات والمراكز في المدن الكبيرة فقط، وبعدها عن منطقة إدلب.

الازدحام الكبير في المراكز.

مناطق قوات سوريا الديمقراطية:

من سوء حظ المناطق الشمالية الشرقية من سوريا أنّه لا يوجد أي طريقة شرعية لتحويل واستلام الأموال فيها، وذلك على عكس المناطق الجنوبية والمناطق الشمالية الغربية.

السوق السوداء في سوريا:

الكلمة الأكثر تداولاً والتي تعبر عن السرية والحيطة التامة والكبيرة في المعاملات عامةً والحوالات المالية خاصة، إذ يقصد الكثير من السوريين السوق السوداء في جميع المناطق السورية دون استثناء لاستلام الأموال من الخارج، وذلك للكثير من الأسباب، وأبرزها:

سعر صرف العملات:

الاختلاف الواضح والكبير في سعر صرف الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء هو السبب الأساسي لرواج هذا السوق، فالسوريون في المناطق الجنوبية والشمالية الشرقية مجبرون على استلام الأموال بالليرة السورية مقابل المبلغ الذي يتم تحويله لهم من الخارج بالعملات الأجنبية، لذلك تقدم السوق السوداء القيمة الحقيقية للأموال على عكس الجهات الرسمية المرخصة والتي تصرّف المال بحسب السعر الذي تحدده هي والذي يكون بعيداً عن السعر الحقيقي.

التعقيدات والرقابة:

يشترط على السوريين تقديم الكثير من البيانات والمعلومات عن المرسل والمستلم عند استلام الأموال من الخارج، وخصوصاً في المناطق الداخلية والجنوبية، وهو أمرٌ قد يدفع العميل في العمل الحر إلى الإحجام عن إرسال أجور العمل أو إيقاف التعامل؛ بينما في السوق السوداء لا يتطلب الموضوع سوى بيانات بسيطة أولية، وهو الأمر الذي يجعل السوق هو الطريقة المفضلة للعاملين المستقلين.

لكن في النقطة المذكورة نفسها لا يرغب بعض العملاء وخصوصاً الشركات والمؤسسات في تحويل الأموال للعميل المستقل عبر السوق السوداء لعدم قانونيتها.

نصائح عند تحويل المال إلى سوريا:

قدمنا لك ضمن المقال الطرق المتوفرة لاستلام أموالك من العملاء والزبائن إذا ما كنت مقيماً في سوريا وتعمل في مجال العمل الحر، وإليك بعض النقاط التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار بهذا الخصوص:

اتفق مسبقاً مع عميلك الذي ستقدم له الخدمة على طريقة تحويل المال لك، فالاتفاق يجنبك مشكلة تعنت العميل لاحقاً من طرق التحويل المتوفرة.

اختر مكاتب أو أشخاص موثوقين للتعامل معهم في حال قررت إجراء عمليات التحويل عبر السوق السوداء، وذلك لتتجنب عمليات النصب والاحتيال.

حاول أن تطلب من عميلك البدء بعملية تحويل مستحقاتك المالية من بدء العمل والاتفاق، حتى تضمن أن يتابع العميل مسألة الدفع والارسال حتى لو تعثرت ما دام أنه لم يستلم مشروعه منك بعد.

إذا استخدمت السوق السوداء فتأكد من أدق التفاصيل، وخصوصاً رقم إشعار التحويل، وموعد الارسال، لتكون عملية التحويل دقيقةً وآمنة.

إذا وجدت عميلاً يرفض تحويل الأموال إليك في سوريا، فحاول أن تجد قريباً أو صديقاً لك مقيماً في دولةٍ أخرى واطلب من العميل تحويل الأموال إليه، ومن ثم يحول لك صديقك أو قريبك المال لك.

 

ختامًا:

قد تبدو عملية تحويل الأموال إلى سوريا لك كعامل مستقلٍ صعبة، وهي فعلياً لا تخلو من الصعوبة لكنها غير مستحيلة، وتذكر أنّ هناك الكثيرين ممن يعانون منها ومع ذلك هم مستمرون في العمل الحر، لذا اجعل من هذا الأمر حافزاً لك وأدخل العمل الحر، ولتستفيد من استراتيجيات ونصائح أخرى حوله تصفح مقالات موقعنا Syrian Geeks ففيها كل مفيد.

اكتب ملاحظاتك

(اقتراحات - تعديلات - اضافة)

يرجى مشاركتنا ملاحظاتك واقتراحات حول الموقع:
تم استلام ملاحظتك
img