العمل عن بعد والعمل الحر، مساران مختلفان في عالم الأعمال اختلطا على الكثيرين، ففي الوقت الذي يشهد عصرنا الحالي ثورةً كبيرةً في التكنولوجيا، فلم يعد الكثير من الأفراد حول العالم يفرّقون بينهما، فما هو الفرق الجوهري بينهما؟ وما هي أبرز الميزات والإيجابيات لكلٍّ منهما؟، هذا ما ستجده في مقالنا هذا الذي أعددناه لأجلك في Syrian Geeks.
العمل عن بعد :
هو نظام عملٍ وظيفي، يكون فيه الموظف غير مطالبٍ بالتواجد في مكتبه ومقر عمله لتأدية واجباته، وإنما يعمل عبر الانترنت بشكل أساسي، لكنّه وبعكس العمل الحر يكون ملتزمًا مع شركةٍ محددةٍ في العمل.
مزايا العمل عن بعد:
توجد مزايا كثيرة للعمل عن بعد، ولكن ما الذي يجعلها مميزة عن العمل الحر؟
الاستقرار المادي: في البداية يجب أن تفكر بهذا الأمر بشكلٍ ملي لأنه من أساسيات العمل والعيش أيضًا.
ولذلك فإن كنت موظفًا لدى إحدى الشركات ولكنك تعمل من المنزل (عن بعد)، فهذا سيوفر لك استقرارًا ماديًا لأنك تعلم أن آخر الشهر سيتم إيداع راتبك في حسابك البنكي بشكلٍ تلقائي.
الأمان الوظيفي: عادةً ما يكون لديك عقد عمل مع الشركة التي تعمل معها عن بعد، وبالتالي سيقومون بتوفير لك الحماية القانونية، فضلًا عن وجود الحماية الصحية كـ (التأمين الصحي).
البنية التحتية: أغلب الشركات توفّر لعامليها بنية تحتية تكنولوجية، كالهواتف والأجهزة اللوحية، وهذا بالتالي سيوفر عليك الكثير من المال، بل ستقوم بأداء واجبات العمل على أكمل وجه.
عيوب العمل عن بعد:
العزلة الاجتماعية: البعض من الناس يفضّلون العمل مع فريق، والعمل عن بعد يمكن أن يسبب لهم الشعور بالعزلة، ومن الممكن أن يؤثر هذا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.
صعوبة في إدارة الوقت: تخيل أن ضيفًا أتى إلى منزلك أثناء التزامك بالدوام عن بعد، هنا ستكمن الكارثة ويبدأ التشتيت ولا تعلم ما الذي ستفعله، هل تجلس مع ضيفك؟ أم تكمل عملك الملتزم به رغم وجوده في منزلك؟
تشتت الانتباه: إن كنت تقطن مع عائلتك فحتمًا سيكون من الصعب عليك العمل عن بعد، لأن المنزل كبيئة عمل سيشتت انتباهك حتى وإن حاولت التركيز فسيصعب ذلك عليك بوجود الأسرة والأعمال المنزلية.
قلة التحفيز: الكثير من الناس يفضّلون التحفيز المعنوي في وظائفهم، ولكن هذا الأمر مع الأسف ليس موجودًا في العمل عن بعد أغلب الأوقات، وذلك لعدم وجود تواصل عيني مباشر مع الأشخاص على أرض الواقع، بل يقتصر الأمر على اتصالٍ هاتفيٍ أو رسالة عبر الواتساب.
العمل الحر :
العمل المستقل هو العمل لحسابك الخاص، دون الالتزام مع شركةٍ أو مؤسسةٍ محددةٍ، وبمعنى آخر هو تنفيذ المهمات وتقديم الخدمات بأجور، ويتضمن ذلك التعاقد مع كل صاحب عملٍ لتقديم الخدمة التي يحتاجها.
مزايا العمل الحر:
الحرية والسيطرة: أهم ميزة في العمل الحر أنك تتحكم تمامًا في نفسك، بحيث تحدد أوقاتًا للعمل التي يمكنك تغييرها في أي وقت، والمشاريع التي تعمل عليه، وغيرها الكثير من الأمور التي توفّر لك حريةً كبيرةً لتنظيم وقتك وجدول أعمالك.
الفرصة لزيادة الربح: كشخصٍ يعمل بشكل حر، يمكنك تحديد أسعار المشاريع التي تعمل عليها وزيادة دخلك بناءً على مستوى الطلب على خدماتك، ومن الممكن أن تجني ربحًا أكبر من خلال استلام عدة مشاريع في آن واحدٍ معًا، وذلك بحسب قدرتك على تنفيذهم في الوقت المتفق عليه بينك وبين عميلك.
تنوع العمل: في العمل عن بعد ستكون ملتزمًا بعملٍ واحد، ولكن عملك الحر يتيح لك التنوع في المشاريع واكتساب تجارب جديدة في مجالات متعددة، وهذا سيفيدك إن كنت تبحث عن التنوع وتطوير المهارات المختلفة.
المرونة الجغرافية: على سبيل المثال يمكنك العمل من المنزل أو من الكافيتيريا أو أي مكانِ آخر يتواجد به إنترنت، وذلك يرتبط بمسألة عدم التزامك بوقتٍ محدد في عملك.
عيوب العمل الحر:
عدم الاستقرار المالي: بالطبع يجب أن نبدأ بهذا الأمر، فيمكن أن يكون العامل الحر مهددًا من حيث الدخل المادي، وهنا قد تحتاج إلى خطة مالية لأنه من الممكن أن يتوقف عملك الحر متأثرًا بالوضع الاقتصادي أو وضع الأسواق على سبيل المثال، ما يصعب التنبّأ بالدخل المستقبلي.
المسؤوليات الإدارية: سنعود بالذكر أنك في العمل الحر ستحصل على الحرية والسيطرة، ولكنها في بعض الأحيان تنقلب ضدك، لأنها ستشمل حتمًا التسويق والمحاسبة والإدارة العامة وغيرها الكثير من المسؤوليات التي من الممكن أن تكون عبئًا عليك في يوم من الأيام تزامنًا مع ضغط العمل.
عدم توفر الحماية القانونية: مقارنةً بالعمل عن بعد فإن هذا الأمر سيجعلك محتاطًا دائمًا، علاوةً على أنك إذا تعرضت لإحدى المشاكل مع أحد العملاء ستضطر للدفع لمحامي أو لشركة التأمين الصحي، وهذا بالتالي سيكون مكلفًا بالنسبة لك وسيزيد الضغط المالي عليك.
تقلب العملاء والعقود: من الممكن أن تواجه تحدياتٍ كبيرة في الحفاظ على عملاءٍ دائمين، فضلًا عن العقود التي المؤقتة وقصيرة المدى، ما قد يجعلك تشعر دائمًا بعدم الاستقرار.
تحمل المخاطر الشخصية: نذكر للمرة الثانية أنك تملك الحرية والسيطرة الكاملة على عملك، ولكنّ هذا الأمر سيكون سلبيًا في بعض الأحيان، لأنك الوحيد الذي سيتحمل تبعات نجاح أو فشل العمل، في حال لم تكن قادرًا على العثور على عملاء أو مشاريع جديدة.
ضغوط العمل الدائمة: في العمل عن بعد يعلم الموظف أنه ملتزم بدوام لمدة 6 ساعات مثلًا، ولكن في العمل الحر أنت مجبر على الرد على عملائك في أغلب الأوقات، علاوةً على أنك ستجد نفسك في بعض الأحيان تعمل لساعاتٍ طويلة الأمد وبالتوقيت الكامل بغية إنجاز المشاريع في وقتها المحدد.
ختامًا :
بشكلٍ عام يمكن لكلٍّ من العمل الحر والعمل عن بعد أن يكونا خيارين جيدين للشخص بحسب متطلباته الشخصية، وبعد أن ذكرنا عيوب ومزايا العمل عن بعد والعمل الحر، ستكون الآن قادرًا على اتخاذ القرار، وللمزيد من التفاصيل عن العمل المستقل تصفح المقالات في موقعنا Syrian Geeks.