إن عملية إنشاء المحتوى ونشره لا تكفي، لا بُدّ من إجراء تدابير تفصيلية تتبع هذه العملية وهي قياس تأثير المحتوى ومدى فعاليته، وهل حقق الهدف فعلاً؟ 

لهذا، أنت تحتاج إلى قياس تأثير المحتوى في موقعك الويب، من خلال مقاييس أداء المحتوى التي تتابع وتقيم محتواك وتحدد مدى تأثير المحتوى على الجمهور.

في هذا المقال سنتعرف على أهم مقاييس أداء المحتوى وكيفية تحسينه من أجل زيادة هذا التأثير.

مقاييس أداء المحتوى

حركة المرور

أحد المقاييس المهمة هي مراقبة حركة المرور، يساعدك هذه المقياس على معرفة عدد الزوار على الموقع ومصدر الزيارة، وكيفية تفاعل الزوار مع المحتوى.

توضح لك حركة المرور عدد مرات مشاهدة الصفحات على موقع الويب وأيضاً عدد الزوار وتحديد نسبة معدل الارتداد أي نسبة الأشخاص الذين يغادرون الموقع بعد مشاهدة صفحة واحدة فقط وكم كانت مدة بقائهم داخل الموقع. 

أيضاً تتعرف على مصادر الزيارات وهي أحد المقاييس التي يجب التركيز عليها، عندما تتمكن من معرفة القنوات التي تجلب لك أكبر عدد من الزيارات، تستطيع أن تركز على هذه القنوات في التسويق. 

مثلاً إن كانت أغلب الزيارات من منصة فيسبوك، يمكنك تركيز جهودك عليها من خلال تحسين المحتوى والاهتمام بالتفاعل مع جمهورها أكثر. 

عدد مرات الظهور لقياس تأثير المحتوى

وهو يمثل العدد الإجمالي للمرات التي ظهر فيها موقع الويب الخاص بك للمستخدمين، ويفيد عدد مرات الظهور في زيادة الوعي بالعلامة التجارية، لذا انخفاض عدد مرات الظهور يبين أن هناك خلل يؤثر سلباً على نسبة ظهور الموقع للباحث.

معدل الارتداد

يشير معدل الارتداد إلى النسبة المئوية للأشخاص الذين يغادرون موقعك بعد مشاهدة صفحة واحدة فقط، إذاً فإن معدل الارتداد المرتفع يدل على أن محتوى الموقع لا يطابق اهتمامات الجمهور، أو ربما وجود مشاكل في الموقع يجب تحسينها مثل تحميل الصفحة بشكل أسرع. 

انخفاض نسبة معدل الارتداد يعني تفاعلاً أكثر على الموقع من حيث عدد الزيارات أو بقاء الزائر مدة أطول داخل الموقع.  

فكلما انخفض هذا المعدل، دل على أن محتوى موقعك يؤثر في الزوار مما يدفعهم للبقاء به مدة أطول.

معدل التحويل

يشير معدل التحويل إلى النسبة المئوية للزوار الذين يتخذون الإجراء المطلوب على موقعك، مثل ملء نموذج أو عملية شراء، أو عملية تحميل، أو الاشتراك في النشرة البريدية. 

يساعدك معدل التحويل في تحديد مدى تأثير المحتوى على زوار الموقع، فإذا كان منخفضاً ربما تحتاج إلى تحسين بعض الأشياء أو تحسين الدعوة لاتخاذ إجراء (CTA) أي تعديل العبارات التي تحفز العميل على اتخاذ الإجراء المطلوب. 

الوقت المستغرق في الجلسة

يشير إلى مدة الوقت الذي يستغرقه الزائر داخل الصفحة، فالزائر يقضي وقتاً طويلاً داخل الصفحة عندما يكون المحتوى يوافق تفضيلاته واهتماماته بذلك ترتفع مدة الوقت المستغرق داخل الصفحة.

بينما انخفاض الوقت يدل على أن المحتوى يحتاج إلى تحسين وأنه لا يطابق توقعات الجمهور. 

الزوار من الجمهور المستهدف 

يعد قياس عدد الزيارات إن كانت معظمها من الجمهور المستهدف أم من غيره، من أهم المقاييس التي يجب التركيز عليها.

لأنه وإذا كانت معظم الزيارات من الجمهور غير المستهدف فإنهم لن يحققوا الهدف، بينما الجمهور المستهدف هو من يقوم باتخاذ الإجراء المطلوب وهو ما تسعى إليه في موقعك. 

وعدد الزيارات القليل من جمهورك المستهدف يشير إلى ضرورة إجراء تحسينات على محتوى الموقع مثل الكلمات الرئيسية التي يستخدمها جمهورك في محركات البحث بما يخص محتوى موقعك. 

تطابق جودة المحتوى مع توقعات العميل مهم لقياس تأثير المحتوى

أحد المقاييس المهمة لتقييم تأثير المحتوى هو مدى تطابق جودة المحتوى مع توقعات العميل، وللإجابة عن هذا السؤال هي توجيهه  للمستخدم نفسه بحيث تحصل على إجابة دقيقة. 

وذلك عبر سؤال إجابته بنعم أو لا، أو عن طريق استبيانات منبثقة، أو مربع نصي يستطيع المستخدم الكتابة فيه عن مدى رضاه عن المحتوى وتوافقه مع اهتماماته.

استراتيجيات لزيادة تأثير المحتوى

لكي تضمن نجاح محتواك في التأثير الإيجابي على المستخدمين، عليك اتباع عدة استراتيجيات مهمة تحقق هدفك: 

حدد جمهورك المستهدف

تحديد الجمهور المستهدف هي الاستراتيجية الأبرز في بناء موقع الويب، من خلال معرفة جمهورك المستهدف ستفهم سلوكه ومتطلباته ومشكلاته.

وعليه، فأنت ستركز على إيجاد حلول هذه المشاكل وتأمين متطلبات الجمهور بما يخدم توقعاتهم، بالإضافة إلى قدرتك على تحديد نوع المحتوى الذي يفضلونه وأسلوب الكتابة وقنوات التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها. 

كتابة محتوى قيّم وموثوق

من خلال كتابة محتوى موثوق وقيّم تزيد فرصة جذب جمهورك المستهدف، وذلك لما يجدونه من محتوى ملائم ومفيد، أيضاً تعزز بذلك من سمعة موقعك ومصداقيتك في نشر محتوى بجودة عالية ومعلومات موثوقة.

بالإضافة إلى زيادة التفاعل والمشاركة من قبل المستخدم مع محتواك، لأنهم يجدون ما يبحثون عنه في موقعك مما يعني زيادة في حركة المرور وتحسين محركات البحث.  

اختيار الكلمات المفتاحية ذات الصلة بالمحتوى

من أكثر الاستراتيجيات التي تساعد في تحسين محتواك هي تحديد الكلمات المفتاحية الرئيسية الأكثر استخداماً في محركات البحث. 

يمكنك استخدام أدوات تحليل الكلمات المفتاحية المتوفرة لاختيار كلمات ذات صلة وتحديد الكلمات الأكثر بحثاً من قبل جمهورك المستهدف، مثل أدوات: 

• SEMrush.
• Google kyeword Planner. 

إضافة عناصر مرئية تدعم المحتوى

تدعيم المحتوى بالعناصر المرئية من الاستراتيجيات الفعّالة والجاذبة للجمهور، لأن المحتوى المرئي يعتبر صديقاً للدماغ، فيمكن للعقل البشري الانتباه له وإدراكه بشكل أكبر من النصوص. 

يمكنك إضافة الصور والفيديوهات لتبسيط المعلومات أو توضيح الفقرة من خلال صورة ذات صلة.

إجراء تعديلات وتحسينات مستمرة على المحتوى

إجراء تعديلات وتحسينات على المحتوى يساهم في تحسين محركات البحث، إن محرك البحث يعطي أولوية للمحتوى الأحدث والجمهور أيضاً يبحث عن المحتوى الجديد عوضاً عن القديم. 

لذلك يمكنك تعديل المحتوى من خلال تجديد المقال مثلاً بتحديثات طرأت على الموضوع، أو إضافة فقرات لموضوع مقال سبق نشره خاصة إن كان المحتوى متجدداً ويبحث عنه الجمهور باستمرار. 

ختاما

في الخلاصة يتبين لنا أن مقاييس تأثير المحتوى ضرورية، فلا يمكن أن تتحقق الأهداف دون قياسها ومراجعتها وإجراء تحسينات عليها، فكل عمل يحتاج إلى متابعة واستمرارية حتى يبقى على خط المنافسة والتطور وإلا فقد يعود إلى الصفر حيث كان.